إذا كان العمل عبادة، فالعمل مع أبنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة هو رسالة ايضًا.

من المعروف عن الفرد التوحدي عزلته عن العالم الخارجى وتقوقعه داخل نفسه ولا يخرج من تلك العزلة بالعلوم النظرية وحدها، فلابد أن يسبقها حب لهذا الفرد وتقبل لقدراته لدى الشخص الذى يتعامل معه. ويكون هذا الشخص قادرًا على توصيل ذلك لهؤلاء الأفراد التوحديين خاصة أنهم يشعرون بصدق هذا الحب والتقدير لهم لذا يختلف عطاؤهم من شخص لآخر، فعلينا أن نخترق عزلته لكن بحب واحترام لكيانه وتمهيد مسبق لما سيؤديه. وتختلف الطريقه تبعًا لمدخل كل فرد كى تأخذ بيده وتنطلق به إلى العالم الخارجى المحيط به كى يتفاعل ويتعامل معه. ولكى نصل إلى تلك النتيجة فهو يحتاج إلى برامج متخصصة وانشطة متنوعة تمس الاحتياج الفعلى لكل فرد. والمهارات التى يتم التدريب عليها لحالات التوحد متعددة ومتداخلة فى نفس الوقت ولكن مهارات لابد وأن تسبق المهارات الأخرى، أى لابد من تبادل النظر والتواصل والتدريب على الجلوس لفترة والاستجابة للتعليمات قبل أن يتم التدريب على المهارات المعرفية والإدراكية والأكاديمية. ولكن يجب قبل كل ذلك بناء علاقة طيبة بين المدرب والطالب أساسها التقبل والملاحظة الجيدة لما يحب ولما لا يرغب فيه. والنشاط الحر الموجه (المخطط والهادف) يسمح ببناء هذه العلاقة المهنية بالإضافة إلى أنه يكسب العديد من المهارات، ومن هنا جاءت أهميه الرحلات والجولات الخارجية. وللإجابة على تساؤلات عديد من أولياء الأمور حول ما إذا كانت الرحلات مفيدة لحالة أبنائهم وهم غير متعايشين مع البيئة المحيطة، أؤكد أن الرحلات إذا كانت لها أهداف ومخطط لها بشكل جيد تعطينا نتائج إيجابية أكبر من توقعاتنا.

فصل تعليمى (أكاديمي) بقسم التوحد:

• يعد التدريب الشامل والوصول إلى الاستقلالية فى أداء عديد من المهارات الأولية والتى تخدم أبنائنا حياتيًا مثل الرعاية الذاتية والتفاعل الاجتماعي والمهارات المعرفية والإدراكية والمفاهيم والاتجاهات والإعداد للكتابة وتمهيد القراءة والحساب.

• وصلنا بفضل الله الى انتقاء مجموعة مكونة من ثمانية طلاب انضموا فى فصل واحد للتعليم الجماعي الأكاديمي، وذلك بعد إجراء عدة تقييمات تفيد بأن هذه المجموعة متناسقة من حيث القدرات التى تؤهلهم للعمل بشكل مستقل. وبالفعل توصل الأبناء هذا العام إلى اكتساب المهارات الأساسية للقراءة والحساب وعمليات الجمع والطرح والقراءة بصوت الحرف وكتابة كلمات وجمل إملائية معتمدة على صوت الحرف.

التوحد والتأهيل:

بعد عمل دام أعوامًا حصدنا اليوم ثماره، انضمت مجموعه تتكون من ستة طلاب من قسم التوحد للعمل بقسم التأهيل بالتنسيق بين مديري القسمين وحددت لهم مواعيد ثابتة للتدريب والعمل والإنتاج فى الورش (البامبو، السجاد، الطباعة). وقام الطلاب بإنتاج عديد من المنتجات التى قُدمت في معرض بأسمائهم ونالوا عليها تقديرًا من الجمعيات المنسقة للمعارض. هذا بخلاف معارضنا الخاصة بجمعية أصدقاء الغد المشرق، كما نأمل زيادة العدد المشترك فى التأهيل فى الأعوام القادمة.

أما عن تنمية المهارات الأخرى داخل القسم:

وصل عديد من الطلاب الى الاستقلالية فى الأداء حسب ما يطلب منه، حيث يتم التدريب على مراحل إعداد الكتابة والتعرف على المجموعات الضمنية والتركيزعلى مهارات التآزر والمهارات الحركية الدقيقة. ومما لا شك فيه أهمية تنمية المهارات الحركية لأبناء التوحد التى بجانبها يتم اكتساب عديد من السلوكيات مثل انتظار الدور.